ومن يتق الله يجعل له مخرجا

ومن يتق الله يجعل له مخرجا

يقول الله في كتابه العزيز
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
صدق الله العظيم

جاء في تفسير هذه الآيات عند الإمام ابن كثير ( رحمه الله ) : قوله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) أي من يتق الله فيما أمره الله به وترك ما نهاه عنه يجعل له من أمره مخرجاً ( ويرزقه من حيث لا يحتسب ) أي من جهة لا تخطر بباله.
فانظروا أخوتي في الله كيف أن الله جل وعلا يفرج على عبده المؤمن ، الكرب والبلاء ويجعل له المخرج والرزق بتقواه ، فالتقوى هي شعار المؤمنين ، وكيف أن الله ييسر له من الأمر بعد العسر وكيف أن الله تعالى يُكفر عن عبده السيئات والخطايا بتقواه ويُعظم له من الأجر والثواب .

فعلى المسلم أن يتق الله في السراء والضراء وفي السر والعلن ، وقد وعد الله تعالى عباده المتقين جنات النعيم ، ومقام أمين ، والظلال والعيون ، والله يحب المتقين

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه ركب خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا غلام إني مُعَلِمُكَ كلماتٍ : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سالت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف " [ رواه الترمذي وقال حسن صحيح ] .

، فعلى الله نتوكل وبه نعتصم وهو حسبنا ونعم الوكيل وبالتوكل على الله يكن الفوز والنجاة ومن كان حسبه الله فاز ورَبِحَ

وجميل هنا أن أذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله
يا صاحب الهم إن الهم منفرج -----أبشر بخير فإن الفارج الله
اليأس يقطع أحياناً بصاحبـه -----لا تيأسنَ فإن الكافي الله
إذا بُليت فثق بالله وارضى به -----إن الذي يكشف البلوى هو الله
الله يحدث بعد العسر ميسرةً -----لا تجزعن فإن الصانـع الله
واللهِ مالك غير الله من أحدٍ -----فحسبك الله في كلٍ لك الله
والحمد لله رب العالمين