مدرسة سنديون الاعدادية بنات
مدرستى ترحب بكم

مدرستى عنوانها ..... التنمية ... التطور ... والجودة ... نرسم حروف النجاح

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مدرسة سنديون الاعدادية بنات
مدرستى ترحب بكم

مدرستى عنوانها ..... التنمية ... التطور ... والجودة ... نرسم حروف النجاح
مدرسة سنديون الاعدادية بنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ولكنها رحلت

اذهب الى الأسفل

ولكنها رحلت Empty ولكنها رحلت

مُساهمة  تسابيح الفجر الأربعاء فبراير 15, 2012 7:10 pm



كنت أراها وأنا ذاهبة إلى عملي في الصباح الباكر، وكنت أتعجب لماذا تخرج في مثل هذا الوقت ؟!! إنها ما تزال صغيرة ولا أراها ترتدي الزي المدرسي إذن أين تذهب ؟ وما هذا الصندوق الذي أراها دائمًا تحمله ؟ كان أمرها يشغلني حتى أنني كنت أُكثر التفكير فيها، وذات مساء صممت على أن أستوقفها وأستفسر منها عما يدور في نفسي.
وفي صباح اليوم الثاني خرجت وأنا عازمة على أن أنفذ ما فكرت فيه، ولكن لم أجدها يوم والثاني والثالث .أربعة أيام لم أرها فعجبت كثيرًا من أمرها ولكنني نسيت أمرها أو تناسيت ،وأخذتني الأيام في دوامتها، وعلى الرغم مني أحيانًا كنت أذكرها إلى أن جاء ذلك اليوم الذي رأيتها فيه من جديد، كانت تبدو هذه المرة هزيلة وشاحبة وكانت تجلس في أحد الأركان على الرصيف ، اقتربت منها فنظرت إليّ بعينين فارقهما بريق الطفولة ولم يبق منهما إلا نظرة خافتة حزينة ؛فابتسمت لها وحاولت طمأنتها .
قالت بعد تردد طويل لي إخوة ستة لا أعرف عنهم شيئًا تركنا أبي ورحل لا أدري إلى أين؟ لكن ما أعلمه أنه رحل وكانت أمي مريضة ملازمة للفراش كان الجيران يقولون إنها مريضة مرض خطير ولم أكن أعرف شيئًا عن هذا المرض سوى أنها كانت تسعل بشدة ولا تنام طوال الليل .
كنّا نعيش في حجرة واحدة وليس لنا عائل آخر؛ لهذا خرجنا أنا وإخوتي للعمل ولكن يومًا بعد يوم لم يعد إخوتي يعودون إلى حجرتنا وبعد أن كنّا سبعة أصبحنا ثلاثة !
وذات يوما اشتد المرض بأمي ونقلها الجيران إلى المستشفى، كنت أذهب إليها يوميًا ولا أترك المستشفى فقد كنت أنام على الرصيف المواجه لها !!
وذات يوم و عندما جاء موعد الزيارة دخلت فإذا بسرير أمي خالٍ فسألت الممرضة فنظرت إليّ وربتت على كتفي ولم تقل شيئًا فعرفت أني لن أرى أمي ثانية وأحسست ساعتها أن قلبي يتمزق ولكنني لا أستطيع البكاء ذهبت إلى حجرتنا فلم أجد أحد انتظرت طويلاً فلم يحضر أخواي يبدو أنهما أيضًا قد رحلا إلى أين؟ لا أعلم والشيء الوحيد الذي أعلمه الآن أنني وحيدة و لهذا أتيت إلى هذا الرصيف؛ حتى أبيع علب المناديل التي ترينها في هذا الصندوق واتخذته بيتي فأنا أنام هنا قالت هذه الكلمات وصمتت .أما أنا فلم أجد شيئًا أقوله سوى أنني مددت يدي واحتضنتها و كأن قلبي يريد أن يقول لها لا تحزني هناك من يشعر بك، ثم وعدتها أنني سآخذها إلى مكان جميل تسعد فيه بعد انتهاء وقت العمل . تركتها و ذهبت إلى عملي ولكنني لم أستطع فعل أي شيء سوى التفكير فيها، و أحسست بأنني أخطأت عندما تركتها بمفردها مرة أخرى، وعندها أسرعت بالاستئذان من عملي مبكرًا وذهبت إليها مسرعة؛ حتى آخذها لكن لم أجدها بحثت عنها ،انتظرتها طويلاً لكنها لم تأت رحلت فيا ترى إلى أين رحلت ؟ و أين هي ومن مثلها الآن ؟ أرجو ممن يجدها أن يدلها على الطريق .
أطفال الشوارع بشرمثلنا لهم قلوب ولهم آمال كم حلموا أن تتحقق ؛ ولكنها تحطمت عندما هُدمت البيوت التي كانت تحتويهم ؛ ولهذا خرجوا إلى الشارع كي يحاولوا صنع حياة أُخرى متحررين فيها من كل القيود أو الالتزامات لأي جهة حتى الوطن الذي ضاع منهم وهم يحاولون البحث عن مأوى و كسرة خبز ، فمتى نعيد إليهم وطنهم الضائع ؟ حتى نرى يومًا ما الابتسامة تشق الطريق إلى وجوههم من جديد ، و يعود إليهم الانتماء .

تسابيح الفجر

عدد المساهمات : 13
تاريخ التسجيل : 23/01/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى